ارشيف اليسار العالمي في شبكة اصدقاء جبهة النضال

السلام عليكم
كيف الحال

بامكانكم وضع نسخة أضافية في هذا المتبت لسهولة التصفح
ولزيادة المشاركات لصالح المنتدى

[b]‏محمد معطي عساكرة‏[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]‏جبهة النضال الشعبي الفلسطيني - دائرة الثقافة والاعلام‏

[/b]منذ 6 ساعات ·

الماركسية والمسألة اليهودية
.........................................
ان ما اصطلح على تسميته بالمسألة اليهودية في اوروبا - هو في نظر الماركسية - ظاهرة اجتماعية اقتصادية حديثة في الاساس .
ولّدها التطوّر الرأسمالي واحتدام الصراع الاقتصادي والذي يدور غالبا تحت ستار ديني بين البرجوازية المسيحية والبرجوازية اليهودية في اوروبا .
فباحتدام ذلك الصراع تحول وجود اليهود في الدول الاوروبية الى " مسألة " متميزة تختلف عما كان في السابق .
وطرحت مشكلة الحقوق المدنية بمعناها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للجماعة البشرية التي تعتنق الدين اليهودي .
وفي اواسط القرن 19 أخذت المسألة اليهودية تشغل بال الفئات المتنوّرة في اوروبا , ولا سيّما البان من انصار الفيلسوف هيغل , ومجموعات المثقفين اليساريين , وقد وقفت هذه الفئات خلال معالجنها للمسألة اليهودية امام معضلة مزدوجة , فهناك من جهة الاضطهاد اللاانساني المسلط على اليهود في المجتمعات الاوروبية المسيحية , ومن جهة ثانية الطبيعة الخاصة بالشخصية اليهودية .
وظهرت اول محاولة جديدة لدراسة المسألة اليهودية , على يد الهيغلي الشاب - برون باور في كتاب خصصّه لهذه القضية , واصدره عام 1843 , وقد اثار صدور هذا الكتاب - كارل ماركس . فكتب ردا علي نشرة في مجلة الحوليات الفرنسية الالمانية عام 1844 .
نظر برونو باور الى المسألة اليهودية على انها مسألة دينية خالصة , واعتقد ان تحرير اليهود يتطلب شرطين هما :
تحرر اليهود من يهوديتهم وتحرر المسيحيين من مسيحيتهم وبذلك لم ير باور التحرر الا كسرا للقيد الديني .
ولكن كارل ماركس - رفض معالجة المسألة اليهودية على اساس الدين وتجريدها من ظروفها الموضوعية , واقتلاعها من واقعها التاريخي , وانطلق يبحث عن الجذور التاريخية التي أدّت الى عزلة اليهود ونشوء ظاهرة اللاسامية , وسعى الى اكتشاف الطريق الذي يؤدي الى تحرر اليهود .
وعلى الرغم من ان ماركس لم يتجاهل الجوانب الدينية للمسألة اليهودية - فقد رأى ان جذورها تنبع من الواقع الاجتماعي لا من السماء , وانها محصّلة تاريخية لمجموعة من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية نشأت وتطورت خلال التاريخ .
" ويجب ان لا تبحث عن سر اليهودي في دينه - بل نبحث عن سر الدين في اليهودي الواقعي .
بهذه الكلمات اوقف ماركس المسألة اليهودية على قدميها مؤكدا انه - لا ينبغي الانطلاق من الدين لتفسير التاريخ اليهودي - بل على العكس - تفسير المحافظة على الدين اليهودي انطلاقا من اليهودي الواقعي - أي من دور اليهودي الاقتصادي والاجتماعي - وخلافا لبرونو باور .
دعا ماركس الى الانطلاق من المحتمع - لا من المعبد - في معالجة المسألة اليهودية , أي انه دعا الى الكشف عن سر الدين بالرجوع الى الدنيا - بدلا من تفسير الدنيا بالدين , ومن هذا المدخل سعى ماركس الى استقصاء عناصر شخصية اليهودي الواقعي وحاول تحديد الاساس الدنوي لليهودية .
وقد توصل ماركس الى استنتاج بأن المصلحة العملية والمنفعة الشخصية هما قوام الضمير الديني اليهودي - واستنتج أنه لن يكون مجديا البقاء في دائرة اليهودي بما هو يهودي - وانّما ينبغي النظر الى العالم الذي يشكل اليهودي جزء منه - وهو عالم المتاجرة والمال - الذي حكم تطور " اليهودي الواقعي " وساهمت الشخصية اليهودية - شخصية التاجر - في ايصاله الى هذا المنعطف الحرج من تاريخه .
وبهذا تصبح اليهودية في تحليل ماركس وجها اخر للرأسمالية - ويصبح العالم الرأسمالي مرادفا " للهيكل اليهودي " , وأما الجوهر الديني لليهودي - فينبغي البحث عنه في دكاكين التاجر الذي قد لا يكون يهوديا من حيث الدين .
ان هذا الفهم الدنيوي لليهودية باعتبارها تجسيدا لصفات المتاجرة والمال - ينفض الوهم الشائع بأن اليهودية استمرت كدين بالرغم من التاريخ .
فاليهودية استمرت في الواقع بفضل التاريخ ومن خلاله , وينبغي البحث عن تفسير استمرارها في ظروف " الممارسة التجارية والمالية " لا في النظرية الدينية .
..............................................................................

ارشيف اليسار العالمي في شبكة اصدقاء جبهة النضال

ارشيف اليسار العالمي في شبكة اصدقاء جبهة النضال

رد: ارشيف اليسار العالمي في شبكة اصدقاء جبهة النضال