بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الشاعر عمر القاضي | ||||
قسم المجتمع والاسرة | ||||
بااااائع الورد | ||||
قسم المنوعات | ||||
القسم الثقافي | ||||
قسم التسويق | ||||
سحر | ||||
فتحاوية وافتخر | ||||
Noha Mohamed | ||||
حنان عدن |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
دخول
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 148 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو 360experientialsolutions فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3387 مساهمة في هذا المنتدى في 1204 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 215 بتاريخ الجمعة أكتوبر 04, 2024 10:38 am
وفاة العرب بقلم صبحي حديدي
صفحة 1 من اصل 1
وفاة العرب بقلم صبحي حديدي
وفاة العرب؟… بقلم : صبحي حديدي
في مثل هذه الأيام، قبل عشر سنوات، نشر الأديب والدبلوماسي السعودي الراحل غازي القصيبي (1940 ـ 2010) قصيدة بعنوان طويل، غير عادي: ‘من غازي القصيبي إلى نزار قباني الذي سأل: متى يعلنون وفاة العرب’. ولعلّ المقطع الاستهلالي، في القصيدة، يلخّص موضوعها ونبرتها: ‘نزار! أزفّ إليك الخبر/ لقد أعلنوها.. وفاة العربْ/ وقد نشروا النعي.. فوق السطور/ وبين السطور.. وتحت السطور/ وعبر الصُوَر!/ وقد صدر النعي/ بعد اجتماع يضمّ القبائل/ جاءته حِمْيَرُ تحدو مُضَرْ/ وشارون يرقص بين التهاني/ تَتَابُع من مَدَر أو وَبَرْ/ وسام الصغير.. على نوره/ عظيم الحبور.. شديد الطرب’.
والمقاطع اللاحقة من القصيدة، التي تبلغ 64 سطراً، تواصل تطوير هذا المزيج الرثائي ـ الهجائي العنيف، الذي يمتدّ ليشمل الإعلام العربي (‘تلفازنا مرتع الراقصات/ فكَفْلٌ تثنّي.. ونهدٌ نَفَرْ’)؛ والنشاط الفكري العربي (المنصبّ على ‘عقد مؤتمرات تباهي بعولمة الذلّ’)؛ والعلاقة العربية مع العالم (‘في دزني لاند جموع الأعاريب’، و’لندن ـ مربط أفراسنا/ مزادُ الجواري.. وسوق الذهب’، وفي ‘الشانزليزيه سددنا المرور/ منعنا العبور’)؛ وافتقاد المعتصم، وجيش ابن أيوب، وبيبرس ‘الذي يقضي إجازته/ في زنود نساء التتر’؛ وصولاً إلى الوعّاظ الذين ‘يرقبون الخلاص/ مع القادم.. المرتجي.. المنتظر’. وأمّا في اختتام القصيدة، فإنّ القصيبي يبلغ الذروة في تأجيج المزيج إياه: ‘نزار! أزفّ إليك الخبر/ سئمتُ الحياة بعصر الرفات/ فهييء بقربك لي حفرة!/ فعيش الكرامة تحت الحُفَرْ’.
وقد يجادل المرء، باديء ذي بدء، بأنّ القصيدة لم تكن تحرّض على اليأس تماماً، وتلك نقطة في صالح شاعرها، رغم أنها كانت تتصادى مع الأجواء الدراماتيكية التي أعقبت هزيمة 1967، حين أخذ نعي العرب وهجاؤهم ونقدهم يمتزج بحال ساحقة من التيئيس والتأثيم، والحضّ على الإحباط، ونفض اليد من المستقبل. وإذْ أعلن القصيبي وفاة العرب، على هيئة تناصّ مع الشاعر السوري الكبير الراحل، فقد كان جلياً تماماً أنّ العرب الذين ماتوا في قصيدته هم نماذج من نوع محدّد، أقلّ من الأقلّوي: سلطان تابع للعمّ سام الصغير، إعلامي منافق مبتذل، مفكّر صغير متصاغر، ثريّ مبذّر بهيميّ الغرائز… ويصعب أنّ هؤلاء كانوا تمثيل جمهرة العرب، في تلك الحقبة، أو في أزمنتنا الراهنة!
كذلك فإنّ قصيدة القصيبي كانت في الواقع تحيل إلى قصيدة أخرى لنزار قباني، أقلّ شهرة ربما، ولكنها ليست أقلّ حرقة وحدّة ومرارة؛ هي ‘قرص الأسبرين’، وفيها يقول: ‘إياكَ أن تقرأ حرفاً من كتابات العرب/ فحربهم إشاعة وسيفهم خشب/ وعشقهم خيانة ووعدهم كذب/ إياكَ أن تسمع حرفاً من خطابات العرب/ فكلّهم نحوٌ وصرفٌ وأدب/ ليس في معاجم الأقوام/ قومٌ اسمهم عرب’. ومن جانبي، كدارس نصّ شعري، اعتبرت أنّ التناصّ بين القصيبي وقباني لا يؤشّر على تجذّر اليأس في الوجدان العربي، بقدر ما يدلّ على اتضاح ـ وربما، في مقام آخر متمم: افتضاح ـ الأسباب الجذرية الحقّة التي وقفت وتقف خلف اليأس.
ولم يكن بالأمر العابر، والحقّ يُقال، أن يفصح شاعر سعودي (كان في الآن ذاته وزيراً!) عن كلّ ذاك المقت للعمّ سام الأمريكي، ولأتباعه الحكّام والأفراد من بني العرب. فكيف إذا كانت تلك الحقبة الأمريكية تحتشد بفكر، وممارسات، الصقور الأشدّ شراسة ضمن تيارات المحافظين الجدد في أمريكا؛ وكانت المناخات تمهّد لغزو العراق، بذرائع شتى، يختلط فيها الترهيب (أسلحة الدمار الشامل)، بالترغيب (نقل ‘فيروس الديمقراطية’، قسراً، إلى الجسم العربي العليل).
وبين مصائر هذا الطراز من الأغراض الشعرية، أو بالأحرى ذلك المزيج الرثائي ـ الهجائي الذي دشّنه قباني في قصيدته الشهيرة ‘هوامش على دفتر النكسة’ (وفي صدرها يقول: ‘أنعي لكم.. كلامَنا المثقوب، كالأحذيةِ القديمة.. ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمة’)؛ أنه حمّال أوجُهٍ متغايرة، وبالتالي حمّال أزمنة متقلبة: تارة يفضي إلى جلد الذات والتقوقع، وطوراً إلى الانتفاض على اليأس والسعي إلى النهوض. وهكذا قد يرى قارىء أوّل أنّ عقداً من السنين قد مرّ على العرب، وما زالت قصيدة القصيبي (أو قصيدة قباني، بعد 46 سنة!) تُثقل بكاهلها على واقع كريه مرير، لا يشير إلا إلى أوان إعلان وفاة العرب. وقد يرى قارىء ثانٍ أنّ العكس هو الصحيح، لأنّ انتفاضات العرب الراهنة قد تنطوي على انتصار هنا أو انكسار هناك، ولكنها ليست أقلّ من عودة الروح إلى الجسد.
وعلى نحو خاصّ، بسبب الخذلان العربي الواسع، قد يشعر السوريون أنّ العرب ماتوا، أو يموتون، إذْ يتفرجون على ما يرتكبه النظام السوري من مجازر وحشية، وما يستخدمه من أسلحة فتاكة، وما يتصف به سلوكه العنفي من استهانة وعربدة. ولهذا كُتبت، ولعلها تُكتب كلّ يوم، قصائد كثيرة تنتهج الغرض ذاته، بعد أن تضيف المزيد إلى مرارات العقود التي انصرمت، بعد قباني والقصيبي. وذلك، كله، لا يرجح كفّة على أخرى بالضرورة: لا وفاة العرب، ولا عودة الروح إليهم؛ لأنّ التاريخ أبعد ما يكون عن هذه الثنائية الجامدة، وأقرب إلى ترجيح جدلية الحياة… حتى في ذروة مظاهر الموات!
وقد يجادل المرء، باديء ذي بدء، بأنّ القصيدة لم تكن تحرّض على اليأس تماماً، وتلك نقطة في صالح شاعرها، رغم أنها كانت تتصادى مع الأجواء الدراماتيكية التي أعقبت هزيمة 1967، حين أخذ نعي العرب وهجاؤهم ونقدهم يمتزج بحال ساحقة من التيئيس والتأثيم، والحضّ على الإحباط، ونفض اليد من المستقبل. وإذْ أعلن القصيبي وفاة العرب، على هيئة تناصّ مع الشاعر السوري الكبير الراحل، فقد كان جلياً تماماً أنّ العرب الذين ماتوا في قصيدته هم نماذج من نوع محدّد، أقلّ من الأقلّوي: سلطان تابع للعمّ سام الصغير، إعلامي منافق مبتذل، مفكّر صغير متصاغر، ثريّ مبذّر بهيميّ الغرائز… ويصعب أنّ هؤلاء كانوا تمثيل جمهرة العرب، في تلك الحقبة، أو في أزمنتنا الراهنة!
كذلك فإنّ قصيدة القصيبي كانت في الواقع تحيل إلى قصيدة أخرى لنزار قباني، أقلّ شهرة ربما، ولكنها ليست أقلّ حرقة وحدّة ومرارة؛ هي ‘قرص الأسبرين’، وفيها يقول: ‘إياكَ أن تقرأ حرفاً من كتابات العرب/ فحربهم إشاعة وسيفهم خشب/ وعشقهم خيانة ووعدهم كذب/ إياكَ أن تسمع حرفاً من خطابات العرب/ فكلّهم نحوٌ وصرفٌ وأدب/ ليس في معاجم الأقوام/ قومٌ اسمهم عرب’. ومن جانبي، كدارس نصّ شعري، اعتبرت أنّ التناصّ بين القصيبي وقباني لا يؤشّر على تجذّر اليأس في الوجدان العربي، بقدر ما يدلّ على اتضاح ـ وربما، في مقام آخر متمم: افتضاح ـ الأسباب الجذرية الحقّة التي وقفت وتقف خلف اليأس.
ولم يكن بالأمر العابر، والحقّ يُقال، أن يفصح شاعر سعودي (كان في الآن ذاته وزيراً!) عن كلّ ذاك المقت للعمّ سام الأمريكي، ولأتباعه الحكّام والأفراد من بني العرب. فكيف إذا كانت تلك الحقبة الأمريكية تحتشد بفكر، وممارسات، الصقور الأشدّ شراسة ضمن تيارات المحافظين الجدد في أمريكا؛ وكانت المناخات تمهّد لغزو العراق، بذرائع شتى، يختلط فيها الترهيب (أسلحة الدمار الشامل)، بالترغيب (نقل ‘فيروس الديمقراطية’، قسراً، إلى الجسم العربي العليل).
وبين مصائر هذا الطراز من الأغراض الشعرية، أو بالأحرى ذلك المزيج الرثائي ـ الهجائي الذي دشّنه قباني في قصيدته الشهيرة ‘هوامش على دفتر النكسة’ (وفي صدرها يقول: ‘أنعي لكم.. كلامَنا المثقوب، كالأحذيةِ القديمة.. ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمة’)؛ أنه حمّال أوجُهٍ متغايرة، وبالتالي حمّال أزمنة متقلبة: تارة يفضي إلى جلد الذات والتقوقع، وطوراً إلى الانتفاض على اليأس والسعي إلى النهوض. وهكذا قد يرى قارىء أوّل أنّ عقداً من السنين قد مرّ على العرب، وما زالت قصيدة القصيبي (أو قصيدة قباني، بعد 46 سنة!) تُثقل بكاهلها على واقع كريه مرير، لا يشير إلا إلى أوان إعلان وفاة العرب. وقد يرى قارىء ثانٍ أنّ العكس هو الصحيح، لأنّ انتفاضات العرب الراهنة قد تنطوي على انتصار هنا أو انكسار هناك، ولكنها ليست أقلّ من عودة الروح إلى الجسد.
وعلى نحو خاصّ، بسبب الخذلان العربي الواسع، قد يشعر السوريون أنّ العرب ماتوا، أو يموتون، إذْ يتفرجون على ما يرتكبه النظام السوري من مجازر وحشية، وما يستخدمه من أسلحة فتاكة، وما يتصف به سلوكه العنفي من استهانة وعربدة. ولهذا كُتبت، ولعلها تُكتب كلّ يوم، قصائد كثيرة تنتهج الغرض ذاته، بعد أن تضيف المزيد إلى مرارات العقود التي انصرمت، بعد قباني والقصيبي. وذلك، كله، لا يرجح كفّة على أخرى بالضرورة: لا وفاة العرب، ولا عودة الروح إليهم؛ لأنّ التاريخ أبعد ما يكون عن هذه الثنائية الجامدة، وأقرب إلى ترجيح جدلية الحياة… حتى في ذروة مظاهر الموات!
القدس العربي
الشاعر عمر القاضي- المساهمات : 1149
تاريخ التسجيل : 14/11/2010
مواضيع مماثلة
» متى يعلنون وفاة العرب لنزار قباني
» عن الخطاب في ديوان محمود درويش بقلم صبحي شحروري
» فعل اجرامي حقير بقلم ماهر حسين
» وفاة الفنانة فاتن حمامة
» عيوننا ترحل اليك يا قدس بقلم ماهر حسين
» عن الخطاب في ديوان محمود درويش بقلم صبحي شحروري
» فعل اجرامي حقير بقلم ماهر حسين
» وفاة الفنانة فاتن حمامة
» عيوننا ترحل اليك يا قدس بقلم ماهر حسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس مايو 28, 2020 4:26 pm من طرف صدى الاعلام
» دليل الاشهار العربي
الخميس مايو 28, 2020 4:25 pm من طرف صدى الاعلام
» شبكة بوابة فلسطين الاعلامية دخول مباشر للصفحات والمجموعات والمنتديات Palestine
الأربعاء يوليو 05, 2017 12:32 am من طرف قسم المجتمع والاسرة
» مسابقة حكي فلسطيني بحث وتقديم الشاعر عمر القاضي
الثلاثاء مايو 30, 2017 9:06 pm من طرف قسم المجتمع والاسرة
» جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تنعي الشهيد حسن على ابو الحاج من الامن الوطني
الإثنين مارس 20, 2017 1:00 pm من طرف القسم الثقافي
» ارشيف اخبار وصور جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
الإثنين مارس 20, 2017 12:58 pm من طرف القسم الثقافي
» لانشاء بريد الكتروني جي ميل gmail.com بطريقة سهلة وسريعة
الأربعاء مارس 15, 2017 12:19 pm من طرف القسم الثقافي
» امين عبد الله صناع الامل ديراستيا سلفيت فلسطين
الأحد مارس 12, 2017 4:50 pm من طرف القسم الثقافي
» بيان الدكتور احمد مجدلاني بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي
الثلاثاء مارس 07, 2017 8:35 pm من طرف القسم الثقافي