بحـث
المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الشاعر عمر القاضي | ||||
قسم المجتمع والاسرة | ||||
بااااائع الورد | ||||
قسم المنوعات | ||||
القسم الثقافي | ||||
قسم التسويق | ||||
سحر | ||||
فتحاوية وافتخر | ||||
Noha Mohamed | ||||
حنان عدن |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
دخول
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 148 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو 360experientialsolutions فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3387 مساهمة في هذا المنتدى في 1204 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 9 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 9 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 215 بتاريخ الجمعة أكتوبر 04, 2024 10:38 am
دراسة عن الأمثال الشعبية الفلسطينية
شبكة اصدقاء جبهة النضال الشعبي الفلسطيني :: أدب شعبي فلسطيني - تراث - فلكلور :: الأمثال الشعبية الفلسطينية والعربية
صفحة 1 من اصل 1
دراسة عن الأمثال الشعبية الفلسطينية
شرح مفصل عن الأمثال الشعبية الفلسطينية
أدب الأمثال يتعدى حدود هذا المبحث لأن للأدب مجالاً آخر. فذلك يصحّ إذا كان المثل الشعبي أدباً وحسب. ولكن المثل الشعبي في معظم الحالات تعبير عن نتاج تجربة شعبية طويلة تخلص إلى عبرة وحكمة، وتؤسس على هذه الخبرة للحضّ على سلوك معين، أو للتنبيه من سلوك معيّن. والأمثال أشبه بالراوية الشعبية الذي يقصّ قصة موجزة فيسهم في تكوين وجدان الطفل حين يلقِّنه أركان الحكمة الشعبية ومعارج السلوك المستحبّة. ومجموعة الأمثال الشعبيّة، على تنافر بعضها وبعض في كثير من الحالات، تكوّن ملامح فكر شعبي ذي سمات ومعايير خاصّة. فهي إذن جزء مهم من ملامح الشعب وقسماته وأسلوب عيشه ومعتقده ومعاييره الأخلاقية.
والمثل جملة مفيدة موجزة متوارثة شفاهةً من جيلٍ إلى جيل. وهو جملةٌ محكَمة البناء بليغة العبارة، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات. وإذ يلخّص المثل قصة عناءٍ سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة فقد حظي عند الناس بثقة تامة، فصدّقوه لأنه يهتدي في حلِّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبةٍ من مشكلة قديمة انتهت إلى عبرةٍ لا تُنسى. وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تغني عن رواية ما جرى.
ويدعو المثلُ الناسَ إلى التزام أحكامه إذ يُقال: «زي المثل واعمل». وطمأن المثلُ الناس إلى أن الخبرة الشعبية لم تغفل أمراً: «ما خلّى المثل وما قال».
ولا بد من أن نلاحظ أن كثيراً من الأمثال لا تتفق، بل تتناقض، لو وُضعت جنباً إلي جنب، كمثل قولهم: «الجار للجار ولو جار» وقولهم: «يا جاري إنت بحالك وأنا بحالي». الأول يدعو إلي التضامن مع الجار في كل حال، والثاني يدعو إلى الانصراف عنه.
ومن الأمثال ما تفرزه «حادثة» أو «حكاية»، حيث تتلخص خبرة حياتية أو موقف في عبارة أو تعليق موجز. وباستعراض هذا المجال في المثل الشعبي الفللسطيني نرى أنه يستمد من عدد من المصادر:
1- ما استمد من حادثة واقعية: «بَرضُه(1) من فوق» أو «بَرضُه راكب» -
2- ما استمد من حكاية أو نكتة شعبية: «مثل مسمار جحا»، «بين حانا ومانا ضاعت لحانا».
3- ما اقتبس عن الفصحى بنصه أو بشيء من التغيير الطفيف: «وافق شن طبقة»، «دوام الحال من المحال»، «الساكت عن الحق ناطق بالباطل» و«ما ساقطة إلاّ وراها لاقطة» عن «لكل ساقطة لاقطة» أو «الموت ولا الذليّة» عن «المنية ولا الدنية».
4- ما استمد من التراث الأدبي الشعبي مثل: «سيرة عنترة» أو «تغريبة بني هلال» وغيرهما: «عنتر أسود وصيته أبيض»، «ما عيك يا ذياب من غانم»، «كثر الهم بقتل يا سلامه أما فضاوة البال بتقوي العزايم».
5- المستمد من الأغاني الشعبية: «عيشة بالذل ما نرضى بها»، «دبرها يا مستر دل بلكي على يدك بتحل»، «كلمة يا ريت ما بتعمر بيت».
6- ومن الأمثال ما هو عصارة ملاحظة الطبيعة والمعرفة الجغرافية المناخية والزراعية «آذار أبو الزلازل والأمطار»، «ظل الحجر ولا ظل الشجر»، «إن غيمت باكر احمل عصاتك وسافر وإن غيمت عشية شوف لك مغارة دفية».
7- وهناك أمثال تحمل بصمات معتقدات قديمة جداً، مما يشير إلى قدم هذا التراث الذي وصلنا، مثل «خطية القط ما بتنط»، أو «كل بالدين ولا تشتغل يوم الاثنين».
8- وأمثال تحمل ملاحظة دقيقة لأعماق النفس البشرية، أو التجربة الإنسانية العامة: «ما شجرة إلا هزتها رياح ولا سكرة إلا قلقلها مفتاح»، «أوله دلع وآخره ولع»، «القرد بعين أمه غزال»، «فرخ يزق عتيق».
9- ومما يلحق بالأمثال تعابير أعجب الناس بجماليتها، بالصورة الكاريكاتيرية الساخرة فيها: «شفة غطا وشفه وطا»، «لا إلو ولا عليه»، «أعور ويغامز القمر»، «لباس ماله(2) ودكته بألفين»، «خزقنا الدف وبطلنا الغنا».
10- لا شك أن هناك أمثالاً مستمدة من خلال التعامل مع شعوب وثقافات أخرى، ومنها كتب الديانات الثلاثة، ومصادر أخرى: «الحق مثل الفلين ما يغرق»، «لا تكون راس(3) لأنه الراس كثير الأوجاع».
هذا من حيث المصادر، ولكننا إذا نظرنا إلى الأمثال في مجموعها من زاوية المضمون وجدنا الإطارات التالية:
1- قيمية -هي الأمثال التي تعبر عن موقف من الحياة، أو التعامل مع العلاقات الاجتماعية، ويدخل في هذا الباب الأمثال الكبيرة التي تتحدث عن الموقف من الحاكم، أو المرأة، أو علاقات الطبقات، والصراحة والرياء.. وغير ذلك.
2- وصف حال: مثل: «يا طول مشيك في البراري حافي»، «صراف أعمى وكيسه مخزوق»، أو ملاحظة إنسانية عامة: «المقروص يخاف من جرة الحبل»، «شو صبرك ع(4) المر.. اللي أمرّ منه»، «اللي في القدر بتطلعه المغرفة»، أو الأمثال الكثيرة عن المناخ والتجربة الزراعية.
3- التعابير العامة والتشبيهات: «بيسرق الكحل من العين»، «واحد حامل دقنه والثاني تعبان فيها».
أما التجربة السياسية التي مر بها الشعب الفلسطيني فقد تركت أثرها على أمثاله الشعبية ومنها «ما بيجي من الغرب إشي(5) بيسر القلب»، و«هذا خازوق انكليزي».
المثل الشعبي لغة سهلة التداول لاحتوائه التوافق اللفظي والحكمة، واستخدامه الإيجاز والإبداع والإيحاء مرة والصراحة مرات بألفاظ دارجة ولغة محكيّة، يعتبر صورة عن المجتمع بشكل عام وصورة مصغرة عن قائله، متفقاً مع العادات والتقاليد والمثُل ومعبراً عن آراء الناس، كل ذلك أعطى المثل قوة كقوة القانون والعرف.
والمثل تعبير صادق عن مفاهيم وحياة الفلسطيني، فمن خلال الإطلاع على مجموعة من الأمثال المتعددة، يلاحظ أن منها ما يدعو إلى العزلة، والابتعاد عن الجماعة قليلة جداً ويمكن عدها وحصرها، وتكاد تكون معروفة على أوسع نطاق، وربما يعود سبب ذلك للهزائم التي لحقت بالشعب الفلسطيني وللتراجع المستمر في معيشته وأوضاعه نتيجة افتقاره الديمقراطية والحرية، ونتيجة عوامل عدة، من الأمثال التي تدعو إلى الروح السلبية والانهزامية:
القرايب عقارب.
جواز القرايب مصايب.
العب وحدك تيجي راضي.
بالرغم من ذلك فإن وجود أمثال قليلة سلبية لا يعكس روح المثل وهدفه والتزامه بحياة الناس.. مثل هذه الأمثال قيلت للتحذير من القلة الذين لا يؤتمن جانبهم، وعدم التركيز عليها يعني ندرتها وضآلة فعاليتها وحجمها، فهي لم تلغ الأمثال التي تؤكد على التكاتف والتضامن. بل هي تعبر عن تجربة سيئة مع الأقارب ربما لا تتكرر، وهي لهذا لا تدل على العام بقدر دلالتها على الخاص.
إلى جانب ذلك توجد الأمثال التي تدعو إلى المحبة وتوطيد أواصر القربى والتعاون، وهي كثيرة أكثر من أن تحصى، ومعظم الأمثال المستخدمة في حياتنا العملية من هذا النوع.
وتركز الأمثال الفلسطينية على الإيجابي وتدعو إلى نبذ السلبي. ففي مجال الأقارب تدعو الأمثال إلى التمسك بأواصر القربى الذين يشكلون الحماية، فالمرء ينتسب لأعمامه، ويفتخر بأخواله لأن «ثلثين الولد للخال» ونظراً لأهمية الخال الكبيرة فقد أعطى المثل دوراً مهماً للمصاهرة نلمسه في الأمثال التالية:
كون نسيب ولا تكون ابن عم.
إن انتساب الإنسان لأسرته يعطي الأولوية إلى العم، كما في المثل التالي:
الخال مخلي والعم مولي.
ومع هذا فللخال مكانة هامة، إذ ترتفع منزلته لتصل إلى درجة الأبوة.
الخال لولا الشك والد.
وتظهر شخصية الفلسطيني في محاولته إعطاء بعض صفات شخصيته إن لم تكن كلها إلى ابنه، فهو يحرص أن يكون قطعة منه، يوجهه، يعلمه، يربيه تربية صالحة لأن «الكلب المخاربي يجيب لأهله المسبة» فمن كان جيداً، فإنه كالشجرة التي تظلل على جذورها، ومن كان سيئاً فإنه يجر الشتم على أهله:
رب ابنك وأحسن أدبه، ما يموت (تاي خلص)(6) أجله.
الابن الفاسد يجيب لأهله المسبة.
ومع ذلك فالأهل غالباً لا يتخلون عن أبنائهم حتى لو ضلوا سواء السبيل، يحاولون إصلاحهم، وترميم الخراب الذي حدث، وتلافي النتائج التي ترتبت على أعمالهم، والمثل يدلل على ذلك:
الغصن مني ولو مال.
لذلك فالأهل يضطرون إلى استخدام العنف لإصلاح أبنائهم، ولتقويم سلوكهم إذا حادوا عن الطريق أو سلكوا طريق الإثم أو الشر، ومع هذا يظل عنيق الأهل غير قاس هدفه الإصلاح وإعداد الفرد للتكيف مع المستقبل، وإعادته إلى الطريق القويم:
سيف الأهل من خشب.
لا أحد يستطيع التخلي عن أهله وأقاربه، لأن من لا أهل له لا وطن له، ولا يعترف أحد بقوة من تخلى عن أهله أو العكس، (العزوة(7) تساوي للنذل قيمة) يبقى عائشاً حياته على هامش حياة الآخرين، حياة الذل.
اللي يطلع من ثوبه يعرى.
أهلك ولا تهلك.
اللي من دمك ما يخلو من همك.
عمر الدم ما صار مي(.
ومع ذلك تنشب الخلافات حتى داخل الأسرة الواحدة، لكنها تحل وإن تأزمت على مبدأ التراضي لأن:
الظفر ما يطلع من اللحم.
أصلك يردك.
الحر ما يتنكر لأصله.
ويكون لرأس الأسرة أو العشيرة دور هام في حل المنازعات، لأن شيخ القبيلة أو سيد الأسرة صاحب تجربة، والآخرون يعترفون به ويقتدون بأعماله ويأخذون من حياته وتجاربه دليل عمل، ويتوجب على رأس الأسرة أن يدفع المخاطر عنها، فالمثل التالي يوضح ذلك:
اللي مالو(9) كبير مالو تدبير.
هكذا نرى أن الأمثال الشعبية ككل نتاج اجتماعي يحيا عملية متواصلة من التطور والتغيير، بما في ذلك ذبول أمثال وموتها وازدهار أمثال أخرى بل ظهور أمثال جديدة. أما وتيرة الحركة والتطور فتتفاوت تبعاً لطبيعة المثل ودوره وتبعاً للزمان والمكان.
أدب الأمثال يتعدى حدود هذا المبحث لأن للأدب مجالاً آخر. فذلك يصحّ إذا كان المثل الشعبي أدباً وحسب. ولكن المثل الشعبي في معظم الحالات تعبير عن نتاج تجربة شعبية طويلة تخلص إلى عبرة وحكمة، وتؤسس على هذه الخبرة للحضّ على سلوك معين، أو للتنبيه من سلوك معيّن. والأمثال أشبه بالراوية الشعبية الذي يقصّ قصة موجزة فيسهم في تكوين وجدان الطفل حين يلقِّنه أركان الحكمة الشعبية ومعارج السلوك المستحبّة. ومجموعة الأمثال الشعبيّة، على تنافر بعضها وبعض في كثير من الحالات، تكوّن ملامح فكر شعبي ذي سمات ومعايير خاصّة. فهي إذن جزء مهم من ملامح الشعب وقسماته وأسلوب عيشه ومعتقده ومعاييره الأخلاقية.
والمثل جملة مفيدة موجزة متوارثة شفاهةً من جيلٍ إلى جيل. وهو جملةٌ محكَمة البناء بليغة العبارة، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات. وإذ يلخّص المثل قصة عناءٍ سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة فقد حظي عند الناس بثقة تامة، فصدّقوه لأنه يهتدي في حلِّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبةٍ من مشكلة قديمة انتهت إلى عبرةٍ لا تُنسى. وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تغني عن رواية ما جرى.
ويدعو المثلُ الناسَ إلى التزام أحكامه إذ يُقال: «زي المثل واعمل». وطمأن المثلُ الناس إلى أن الخبرة الشعبية لم تغفل أمراً: «ما خلّى المثل وما قال».
ولا بد من أن نلاحظ أن كثيراً من الأمثال لا تتفق، بل تتناقض، لو وُضعت جنباً إلي جنب، كمثل قولهم: «الجار للجار ولو جار» وقولهم: «يا جاري إنت بحالك وأنا بحالي». الأول يدعو إلي التضامن مع الجار في كل حال، والثاني يدعو إلى الانصراف عنه.
ومن الأمثال ما تفرزه «حادثة» أو «حكاية»، حيث تتلخص خبرة حياتية أو موقف في عبارة أو تعليق موجز. وباستعراض هذا المجال في المثل الشعبي الفللسطيني نرى أنه يستمد من عدد من المصادر:
1- ما استمد من حادثة واقعية: «بَرضُه(1) من فوق» أو «بَرضُه راكب» -
2- ما استمد من حكاية أو نكتة شعبية: «مثل مسمار جحا»، «بين حانا ومانا ضاعت لحانا».
3- ما اقتبس عن الفصحى بنصه أو بشيء من التغيير الطفيف: «وافق شن طبقة»، «دوام الحال من المحال»، «الساكت عن الحق ناطق بالباطل» و«ما ساقطة إلاّ وراها لاقطة» عن «لكل ساقطة لاقطة» أو «الموت ولا الذليّة» عن «المنية ولا الدنية».
4- ما استمد من التراث الأدبي الشعبي مثل: «سيرة عنترة» أو «تغريبة بني هلال» وغيرهما: «عنتر أسود وصيته أبيض»، «ما عيك يا ذياب من غانم»، «كثر الهم بقتل يا سلامه أما فضاوة البال بتقوي العزايم».
5- المستمد من الأغاني الشعبية: «عيشة بالذل ما نرضى بها»، «دبرها يا مستر دل بلكي على يدك بتحل»، «كلمة يا ريت ما بتعمر بيت».
6- ومن الأمثال ما هو عصارة ملاحظة الطبيعة والمعرفة الجغرافية المناخية والزراعية «آذار أبو الزلازل والأمطار»، «ظل الحجر ولا ظل الشجر»، «إن غيمت باكر احمل عصاتك وسافر وإن غيمت عشية شوف لك مغارة دفية».
7- وهناك أمثال تحمل بصمات معتقدات قديمة جداً، مما يشير إلى قدم هذا التراث الذي وصلنا، مثل «خطية القط ما بتنط»، أو «كل بالدين ولا تشتغل يوم الاثنين».
8- وأمثال تحمل ملاحظة دقيقة لأعماق النفس البشرية، أو التجربة الإنسانية العامة: «ما شجرة إلا هزتها رياح ولا سكرة إلا قلقلها مفتاح»، «أوله دلع وآخره ولع»، «القرد بعين أمه غزال»، «فرخ يزق عتيق».
9- ومما يلحق بالأمثال تعابير أعجب الناس بجماليتها، بالصورة الكاريكاتيرية الساخرة فيها: «شفة غطا وشفه وطا»، «لا إلو ولا عليه»، «أعور ويغامز القمر»، «لباس ماله(2) ودكته بألفين»، «خزقنا الدف وبطلنا الغنا».
10- لا شك أن هناك أمثالاً مستمدة من خلال التعامل مع شعوب وثقافات أخرى، ومنها كتب الديانات الثلاثة، ومصادر أخرى: «الحق مثل الفلين ما يغرق»، «لا تكون راس(3) لأنه الراس كثير الأوجاع».
هذا من حيث المصادر، ولكننا إذا نظرنا إلى الأمثال في مجموعها من زاوية المضمون وجدنا الإطارات التالية:
1- قيمية -هي الأمثال التي تعبر عن موقف من الحياة، أو التعامل مع العلاقات الاجتماعية، ويدخل في هذا الباب الأمثال الكبيرة التي تتحدث عن الموقف من الحاكم، أو المرأة، أو علاقات الطبقات، والصراحة والرياء.. وغير ذلك.
2- وصف حال: مثل: «يا طول مشيك في البراري حافي»، «صراف أعمى وكيسه مخزوق»، أو ملاحظة إنسانية عامة: «المقروص يخاف من جرة الحبل»، «شو صبرك ع(4) المر.. اللي أمرّ منه»، «اللي في القدر بتطلعه المغرفة»، أو الأمثال الكثيرة عن المناخ والتجربة الزراعية.
3- التعابير العامة والتشبيهات: «بيسرق الكحل من العين»، «واحد حامل دقنه والثاني تعبان فيها».
أما التجربة السياسية التي مر بها الشعب الفلسطيني فقد تركت أثرها على أمثاله الشعبية ومنها «ما بيجي من الغرب إشي(5) بيسر القلب»، و«هذا خازوق انكليزي».
المثل الشعبي لغة سهلة التداول لاحتوائه التوافق اللفظي والحكمة، واستخدامه الإيجاز والإبداع والإيحاء مرة والصراحة مرات بألفاظ دارجة ولغة محكيّة، يعتبر صورة عن المجتمع بشكل عام وصورة مصغرة عن قائله، متفقاً مع العادات والتقاليد والمثُل ومعبراً عن آراء الناس، كل ذلك أعطى المثل قوة كقوة القانون والعرف.
والمثل تعبير صادق عن مفاهيم وحياة الفلسطيني، فمن خلال الإطلاع على مجموعة من الأمثال المتعددة، يلاحظ أن منها ما يدعو إلى العزلة، والابتعاد عن الجماعة قليلة جداً ويمكن عدها وحصرها، وتكاد تكون معروفة على أوسع نطاق، وربما يعود سبب ذلك للهزائم التي لحقت بالشعب الفلسطيني وللتراجع المستمر في معيشته وأوضاعه نتيجة افتقاره الديمقراطية والحرية، ونتيجة عوامل عدة، من الأمثال التي تدعو إلى الروح السلبية والانهزامية:
القرايب عقارب.
جواز القرايب مصايب.
العب وحدك تيجي راضي.
بالرغم من ذلك فإن وجود أمثال قليلة سلبية لا يعكس روح المثل وهدفه والتزامه بحياة الناس.. مثل هذه الأمثال قيلت للتحذير من القلة الذين لا يؤتمن جانبهم، وعدم التركيز عليها يعني ندرتها وضآلة فعاليتها وحجمها، فهي لم تلغ الأمثال التي تؤكد على التكاتف والتضامن. بل هي تعبر عن تجربة سيئة مع الأقارب ربما لا تتكرر، وهي لهذا لا تدل على العام بقدر دلالتها على الخاص.
إلى جانب ذلك توجد الأمثال التي تدعو إلى المحبة وتوطيد أواصر القربى والتعاون، وهي كثيرة أكثر من أن تحصى، ومعظم الأمثال المستخدمة في حياتنا العملية من هذا النوع.
وتركز الأمثال الفلسطينية على الإيجابي وتدعو إلى نبذ السلبي. ففي مجال الأقارب تدعو الأمثال إلى التمسك بأواصر القربى الذين يشكلون الحماية، فالمرء ينتسب لأعمامه، ويفتخر بأخواله لأن «ثلثين الولد للخال» ونظراً لأهمية الخال الكبيرة فقد أعطى المثل دوراً مهماً للمصاهرة نلمسه في الأمثال التالية:
كون نسيب ولا تكون ابن عم.
إن انتساب الإنسان لأسرته يعطي الأولوية إلى العم، كما في المثل التالي:
الخال مخلي والعم مولي.
ومع هذا فللخال مكانة هامة، إذ ترتفع منزلته لتصل إلى درجة الأبوة.
الخال لولا الشك والد.
وتظهر شخصية الفلسطيني في محاولته إعطاء بعض صفات شخصيته إن لم تكن كلها إلى ابنه، فهو يحرص أن يكون قطعة منه، يوجهه، يعلمه، يربيه تربية صالحة لأن «الكلب المخاربي يجيب لأهله المسبة» فمن كان جيداً، فإنه كالشجرة التي تظلل على جذورها، ومن كان سيئاً فإنه يجر الشتم على أهله:
رب ابنك وأحسن أدبه، ما يموت (تاي خلص)(6) أجله.
الابن الفاسد يجيب لأهله المسبة.
ومع ذلك فالأهل غالباً لا يتخلون عن أبنائهم حتى لو ضلوا سواء السبيل، يحاولون إصلاحهم، وترميم الخراب الذي حدث، وتلافي النتائج التي ترتبت على أعمالهم، والمثل يدلل على ذلك:
الغصن مني ولو مال.
لذلك فالأهل يضطرون إلى استخدام العنف لإصلاح أبنائهم، ولتقويم سلوكهم إذا حادوا عن الطريق أو سلكوا طريق الإثم أو الشر، ومع هذا يظل عنيق الأهل غير قاس هدفه الإصلاح وإعداد الفرد للتكيف مع المستقبل، وإعادته إلى الطريق القويم:
سيف الأهل من خشب.
لا أحد يستطيع التخلي عن أهله وأقاربه، لأن من لا أهل له لا وطن له، ولا يعترف أحد بقوة من تخلى عن أهله أو العكس، (العزوة(7) تساوي للنذل قيمة) يبقى عائشاً حياته على هامش حياة الآخرين، حياة الذل.
اللي يطلع من ثوبه يعرى.
أهلك ولا تهلك.
اللي من دمك ما يخلو من همك.
عمر الدم ما صار مي(.
ومع ذلك تنشب الخلافات حتى داخل الأسرة الواحدة، لكنها تحل وإن تأزمت على مبدأ التراضي لأن:
الظفر ما يطلع من اللحم.
أصلك يردك.
الحر ما يتنكر لأصله.
ويكون لرأس الأسرة أو العشيرة دور هام في حل المنازعات، لأن شيخ القبيلة أو سيد الأسرة صاحب تجربة، والآخرون يعترفون به ويقتدون بأعماله ويأخذون من حياته وتجاربه دليل عمل، ويتوجب على رأس الأسرة أن يدفع المخاطر عنها، فالمثل التالي يوضح ذلك:
اللي مالو(9) كبير مالو تدبير.
هكذا نرى أن الأمثال الشعبية ككل نتاج اجتماعي يحيا عملية متواصلة من التطور والتغيير، بما في ذلك ذبول أمثال وموتها وازدهار أمثال أخرى بل ظهور أمثال جديدة. أما وتيرة الحركة والتطور فتتفاوت تبعاً لطبيعة المثل ودوره وتبعاً للزمان والمكان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قسم المجتمع والاسرة- العضو المنتدب للأدارة
- المساهمات : 897
تاريخ التسجيل : 04/07/2010
مواضيع مماثلة
» الدبكة الشعبية الفلسطينية صور ومعلومات شاملة
» صور للملابس الشعبية الفلسطينية للرجال والنساء والاطفال قبل النكبة
» رام الله مسيرة للجبهة الشعبية تنتهي باشتباكات مع الشرطة الفلسطينية
» الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - حقائق ومعلومات
» شباب التغير النضال الشعبي والمبادرة والجبهة الشعبية ينظم يوم عمل طبي في ابو ديس
» صور للملابس الشعبية الفلسطينية للرجال والنساء والاطفال قبل النكبة
» رام الله مسيرة للجبهة الشعبية تنتهي باشتباكات مع الشرطة الفلسطينية
» الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - حقائق ومعلومات
» شباب التغير النضال الشعبي والمبادرة والجبهة الشعبية ينظم يوم عمل طبي في ابو ديس
شبكة اصدقاء جبهة النضال الشعبي الفلسطيني :: أدب شعبي فلسطيني - تراث - فلكلور :: الأمثال الشعبية الفلسطينية والعربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس مايو 28, 2020 4:26 pm من طرف صدى الاعلام
» دليل الاشهار العربي
الخميس مايو 28, 2020 4:25 pm من طرف صدى الاعلام
» شبكة بوابة فلسطين الاعلامية دخول مباشر للصفحات والمجموعات والمنتديات Palestine
الأربعاء يوليو 05, 2017 12:32 am من طرف قسم المجتمع والاسرة
» مسابقة حكي فلسطيني بحث وتقديم الشاعر عمر القاضي
الثلاثاء مايو 30, 2017 9:06 pm من طرف قسم المجتمع والاسرة
» جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تنعي الشهيد حسن على ابو الحاج من الامن الوطني
الإثنين مارس 20, 2017 1:00 pm من طرف القسم الثقافي
» ارشيف اخبار وصور جبهة النضال الشعبي الفلسطيني
الإثنين مارس 20, 2017 12:58 pm من طرف القسم الثقافي
» لانشاء بريد الكتروني جي ميل gmail.com بطريقة سهلة وسريعة
الأربعاء مارس 15, 2017 12:19 pm من طرف القسم الثقافي
» امين عبد الله صناع الامل ديراستيا سلفيت فلسطين
الأحد مارس 12, 2017 4:50 pm من طرف القسم الثقافي
» بيان الدكتور احمد مجدلاني بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي
الثلاثاء مارس 07, 2017 8:35 pm من طرف القسم الثقافي